إلى متى سنلجأ الى مخيم الزعتري... ؟!


محمد الكبش

على بعد أيام من الآن ستتوجه قوافل المصطافين الذين تم انتقاؤهم في اتجاه مخيم الزعتري للاجئين الفارين من حرارة الصيف. لكن واقعيا هذه المبادرة ان كانت لها أهداف انسانية محضة و رغم كل محاسنها الا انها ستكون لها تبعات على حساب مجالات أخرى مهمة بالإقليم. فكما أشار احد اعضاء المجلس الإقليمي في دورة من دورات المجلس السابقة ان عدد المستفيدين سيتجاوز 200 مستفيد و الأكيد ان هذا العدد يعكس في الواقع ازيد من 800 مستفيد لو افترضنا ان اسرة كل مستفيد من المئتين مستفيد تتكون من 4 افراد لكل أسرة. و اذا ما أضفنا هذا العدد لعدد العائلات التي تغادر الإقليم دون الحاجة للجوء لمخيم الزعتري فقد يتجاوز العدد 1500 فرد بالإضافة إلى الموظفين المستفيدين من العطلة الصيفية و غيرهم....

ان هذه الهجرة الجماعية سيكون لها انعكاس على الحركة الاقتصادية بالإقليم مما يدفع بالعديد من المحلات التجارية الى غلق أبوابها مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر أضف الى ذلك حاملي مشاريع التشغيل الذاتي يضطرون أيضا الى التوقف عن العمل طيلة تلك المدة و هذا مشكل حقيقي يتناقض مع فلسفة التشغيل الذاتي المعتمدة بالإقليم. 
ان واقع حالنا اليوم و نحن نعيش موسم الهجرة كل سنة ليس هروبا من حرارة الجو بل لانعدام مقومات الاستقرار بالإقليم و غياب شروط الاستقرار فكيف بنا ان نقنع طبيبا او ممرضا بالاستقرار و نحن اول من يرحل؟! ان مشكلة الإقليم الحقيقة هي مشكلة مرتبطة بالتنمية و مقوماتها من بنى تحتية و مساحات خضراء و كهرباء و ماء و تشغيل و غير ذلك.... فغياب هذه المقومات أشد بكثير من حرارة شمس الصيف.... 
عموما نحن لسنا ضد الفكرة من حيث المبدأ لكن سيكون لها تأثير سلبي على أمور أخرى اهم بكثير من رمال الشاطئ الأبيض.

شارك

الكاتب :

التالي
السابق